About Me

My photo
PhD Candidate at Purdue University, Computer Science.

Monday, July 12, 2010

عندما تكون عبئا ثقيلاً-1

أنا من "بلاد شيل" و تنطق بكسر الشين وذلك نسبة إلى نهر الشيل الذي يشق أرض بلادي من الجنوب إلى أن يتفرع إلى فرعين "شلني و أشيلك "و لا يعلم نطقها الصحيح إلا بنو شيلي . و بالانجليزية تعني "carry me and I will give you more to carry". فقد ساد خطأً أنها رمز للتعاون .

و أنا أعتقد أنه هنا يكمن السر في ما يعاني منه الكثير منا نحن الشيالين . فقد نشأنا على أن نكون عبئا ثقيلاً . الشيال الطبيعي يعمل على إصطياد الفرص ليتخلص من أحماله أو يقوم بالبحث على شخص أخر يلقي علىه بعض اعباء الدنيا.

أما بعض الشيالين الأخرين فمنهم من يستيقظ مبكراً حامداً لربه ، يهرول إلى وجهته سواء أن كان طالباً أو عاملا .

لا يعير إلى الدنيا إنتباهاً سوى الغدو إلى أسرته سالماً بعد يومٍ شاق طويل..

يتابع أخبار الدنيا ثم يخرج السيد المسئول بتصريحه المعتاد "أعملكو إيه؟ منتو اللي بتزيدو!!"

يحاول "الشيلي" التملص إلى محطة أخرى .. ولكن بدون جدوى ، فإن هذا الرجل يحتل جميع الوسائل الاعلامية في نفس الوقت ليجده يقول هذه المرة "الزيادة السكانية بتاكل البنية التحتية إللي بنبنيها".

يكتئب "الشيلي" و يمضي صامتاً إلى فراشه .. شعوره بأنه عبئ ثقيل على وطنه يطبق على أنفاسه .. يفكر أنه لو لم يأتي إلى هذه الدنيا بجنسيته "الشيلية" لكانت "بلد شيل " في حال أفضل بالتأكيد ، لما زادت اعباء الموظفين الذين يقومون بتأدية عملهم الحكومي في خدمة "الزيادة " أمثاله !!

أو لكان هناك مكان أكبر في المواصلات مثلاً ...

و تدور برأسه العديد من الافكار التي كانت يمكن أن تحدث لو لم يكن هو موجود في هذه الدنيا.

ولكن ماذا عساه أن يفعل !! إنه وقت لا يفيد فيه الندم .

ربما يحلم كل "شباب الشيل " بفرصة كالتي سنحت ل"جمعة الشيال" أو "رأفت الحمال" يستطيع من خلالها رد ما اقترفه قبل أن يولد في حق بلاده .. فهو مجرد " زايد"..

ولكن العمل كجاسوس أصبح نادراً .. لذلك يبدأ كل شاب في التفكير أنه ربما يستطيع أن ينتظر حتى ينهي دراسته ثم يكفر عن ذنوبه بالعمل والاجتهاد .

بعد أن يعيش على أكتاف والده لسنين طويلة ، تأتي لحظة التخرج والتي يكتشف فيها أنه يجب أن يستكمل دراسته العليا .. وذلك يعني المزيد من احمال الأسرة .

يزيد شعور الشيلي بالحزن لشعوره أنه عبء على كاهل والده. ولكنه يستمر و يكتشف أن أنسب وسيلة بعد إنهاء الدراسة هو السفر و ربما الحصول على منحة من الخارج لكي يكافئ والديه على ما بذلوه من مجهود معه...عل هذا يقلل من احساسه أنه عبئ ثقيل...


1 comment:

mahmoud said...

i really do not know what to say... but i couldn't pass this uncommented..

but let's say there are times when one thinks he is a burden for others.. while others see him as "hope"..