About Me

My photo
PhD Candidate at Purdue University, Computer Science.

Thursday, February 02, 2012

الشخصية المصرية في الثورة

وقفت أتأمل فيما كشفته لنا ثورة 25 يناير و أتعجب من كم هذا التناقض و التشتت في مجتمع واحد.

1- قبل 25 يناير كنت انتظر اللحظة اللتي يقوم فيها الشعب المصري و يثور ضد جلاديه. كنت في حالة يأس تام و لم أكن أرى بارقة تنير الطريق. فقامت الثورة بفضل الله و أحسست بحزن شديد و أنا أتابع الأحداث عبر الفضائيات بدون أن أكون بين اخوتي اساندهم في الجهاد ضد حاكم جائر طغى في البلاد حتى أكثر فيها الفساد.

رأيت شباب أفخر بانتسابي لهم، أخيراً لمست الشهامة المصرية التي غابت باتت أضحوكة نتداولها بيننا.

2- في نفس الوقت الذي تشهد بعث الكرامة المصرية من جديد ، تجد الملايين يشاهدون هؤلاء الأبطال و لا يقفون عن سبهم و قذفهم بأفظع التهم لا يعبأون بتضحياتهم و لا يبالون بفضل الله علينا أن ألهم هؤلاء الشباب. هؤلاء هم حزب الكنبة الذي يكره أن تغير الحياه وتيرتها، فهو معتاد على التكيف مع الأوضاع ، يكسل أن يحرك ساكناً ليكون إيجابياً في الحياه. يعلم في قرارة نفسه طريق الحق و لكنه يحب أن يصدق ثم يردد ما يبرر تخاذله و تقاعسه عن نصرة الحق.

هؤلاء سلاح في أيدي الظالمين.

ما أكثر هذا الفصيل.

3- نوع أخر من الشخصيات اللتي تأثرت تأثيراً مباشراً بالثورة، و اهتزت حياتها في يوم و ليلة. هؤلاء هم أتباع السلطة و حاشيتها، و أفراد الأمن الذين ماتت ضمائرهم فباعوا الآخرة و اشتروا زهوة السلطة و بريق الزي الميري.

انهم يقاتلون بكل قوة ، لا يتفكرون ، لا يرجعون إلى الله، و لكن أيديهم تزداد بطشاً و تتمضخ أكثر و أكثر بالدماء.

و يتبع هؤلاء ذويهم الذين حرموا من الامتيازات التي كانت تعود اليهم من إستخدام نفوذهم.

تلك هي الطبقة الحاكمة المهيمنة على البلاد طيلة العقود السابقة.

4- شخصية منقسمة على نفسها فهي تتخبط ، لا تكاد تدري ماذا تفعل.

و من بين هؤلاء من هو منتسب بإخلاص إلى كيان ما ، فيتردد بين طريق الحق و مصلحة هذا الكيان. أنا اعتبر الاخوان المسلمون و الدعوة السلفية من بين هؤلاء:

الاخوان:

-لا ينكر أحد دور شباب الاخوان في الدفاع عن ميدان التحرير.

-الاخوان يمثلون 80 عاماً من الجهاد من أجل دعوتهم. و نقف عند هذه الجملة. أرى دعوات كثيرة في كل مكان تتحدث أن الاخوان كانوا هم المعارضون في وجه النظام لأعوام طويلة و أنا لا أوافق على أن يكون هذا مبرراً لإعطائهم حقاً مكتسباً بعد الثورة. وجهة نظري في ذلك أن الاخوان فعلوا ما فعلوا عن قناعتهم و ايمانهم بدعوة حسن البنا رحمه الله ، سجنوا و بذلوا أموالهم و عمرهم في سبيل دعوتهم، فعلوه لإرساء قواعدهم. و لذلك أنا لا أشعر أني ادين لهم بشيء. أنا لا أشعر أن جماعة الاخوان قامت و ثارت على النظام في أربعينيات القرن الماضي من أجلي أو من أجل من سحلوا في السجون على مر العقود. و يكفي القول أن تواجدهم على الساحة السياسية فيما مضى تحول إلى نوع من أنواع المسرحيات . فتقوم المفاوضات بين الطرفين ، يستخدمهم الحاكم كورقة للضغط على الرأي العام والحكومات الغربية مما أعطاه شرعية في نظر هؤلاء.

عندما تكون تعمل من أجل نشر دعوة فإن شغلك الشاغل هو حماية هذه الدعوة . لذلك رأينا موقف جماعة الاخوان الرسمي مع بدايات الثورة. فهم لم يتحركوا حتى ضمنوا أن الشباب المصري قد ملأ الميادين. فبدأ الشباب الاخوان النزول مع موقف رسمي يناور السلطة في ذلك الوقت لتأمين موقف الجماعة. لو كان قيادي الجماعة لا يدعون مصلحة الجماعة على المرتبة الأولى في قائمتهم لسارعوا و تضامنوا مع شباب أعزل غير منظم لينصروا الحق و يحركوا مياه راكدة. لكنهم أبوا أن يخاطروا لأنهم مسؤلون عن كيان إسمه جماعة الاخوان المسلمين. لذلك أقول "صاحب بالين كداب".

ثم تتوالى بعد ذلك مواقف الجماعة الغير متسقة ، فنجدهم أول من ذهب لمفاوضة النظام السابق، و نراهم يحجمون عن قول الحق في وجه م.ع

السلفيون:

"صاحب بالين كداب". إذا كنت تشتغل بالدعوة السلفية فلا تشغل نفسك بشيء أخر. في العديد من المواقف شعرت أن تدخل رجال الدين في العمل السياسي شديد الخطورة و بالأخص في الجماعة السلفية المفتونة بالدول الخليجية. و لا أعلم ما سر افتتانهم بتلك الدول فهي بها آفات إجتماعية و دينية هائلة.

العديد من أتباع الفكر السلفي يطيعون كبار الشيوخ طاعة شبه عمياء، فكل كلام الشيوخ مصدق عليه. هؤلاء الشيوخ ربنا أعلم بنواياهم و لكنهم يحركون ملايين ببساطة و يسر. و هنا تأتي خطورة عدم إلمامهم بخبرة سياسية.

5- الناس إلي برة زي حالاتي كدة. دول منهم إلي باع القضية، و منهم اللي بيتابع. و ربنا يهدينا جميعاً.

6-فئة لها تصنيف دون إنساني , شديدي النفاق يضللون الناس بما أوتم من العلم أو المال. هؤلاء منهم شيوخ الفضائيات كخالد عبدالله و مذيعي الرياضة كأحمد شوبير و غيره، و أخيراً شخصيات سياسية كمصطفى بكري و أنس الفقي.

شعب جعل العالم كله ينحني له إحتراماً و إعجاباً بثورته البيضاء و لكنه لا يأبى أن يحترم انجازاته ، فيتصارع و يأبى الظالم أن يتوب و يأبى القادر أن يعفو و يأبى الشيخ أن يتنحى و يأبى من ينتمي إلى حزبٍ ألا يتعصب و يأبى جيل كبير في سنه حقير في شأنه أن ينضم إلى صفوف شبابٍ اثبتوا أنهم أقوى و أقدر و أشجع و أحكم، جيل يريد أن يجني ثمار أحفاده و ابنائه فلم يسعهم أنهم تركوا البلاد في قبضة رؤساء تفرعنوا على سكانها بل يثبون على أكتاف الثورة اليوم بزعم أنهم الكوادر و أنهم العلماء و أنهم الأصلح.

و تظل الشخصية المصرية عقدة يصعب التعامل معها.

لن يستقيم حالنا إلا إذا تصالحنا مع أنفسنا و أصلحنا ما بأنفسنا. تلك هي مصر فمن شاء إتقى الله فيها فجعل وفائه الاول لها و لشعبها و ليس لبدلته ولا شيخه ولا جماعته و لا حزبه.


الله...الوطن.

No comments: