تحدث الجبرتى ج3 عن مظاهر الانحلال التى تفشت فى المجتمع المصرى آنذاك فأعطى صورة تفصيلية عن تعريفه للانحلال و أسباب انتشاره فى ذلك الوقت.....و ذلك يفعنا للتساؤل عما كان سيقوله الجبرتى فى و قتنا الحاضر و تفسيره لما يجرى اليوم...
"و من حوادث 1215 هـ تبرج النساء وخروج غالبهن عن الحشمة والحياء، وهو أنه لما حضر الفرنسيس إلي مصر ومع البعض منهم نساؤهم كانوا يمشون في الشوارع مع نسائهم وهن حاسرات الوجوه لابسات الفستانات والمناديل الحرير الملونة ويسدلن على مناكبهن الطرح الكشميرى والمزركشات المصبوغة ويركبن الخيول والحمير ويسوقونها سوقا عنيفا مع الضحك والقهقهة ومداعبة المكارية معهم وحرافيش العامة فمالت إليهم نفوس أهل الأهواء من النساء الأسافل والفواحش فتداخلن معهم لخضوعهم للنساء وبذل الأموال لهن، وكان ذلك التداخل أولا مع بعض احتشام وخشية عار ومبالغة في إخفائه، فلما وقعت الفتنة الأخيرة بمصر وحاربت الفرنسيس بولاق وفتكوا في أهلها وعنموا أهلها وأخذوا ما استحسنوا من النساء والبنات صرن مأسورات عندهم فزيوهن بزي نسائهم وأخروهن على طريقتهن في كانل الأحوال فخلع أكثرهن نقاب الحياء بالكلية وتداخل مع أولئك المأسورات غيرهن من النساء الفواجر.
ولما حل بأهل البلاد من الذل والهوان وسلب الأموال واجتماع الخيرات فى حوز الفرنسيس ومن والاهم وشدة رغبتهم في النساء وخضوعهم لهن وموافقة مرادهن وعدم مخالفة هواهن ولو شتمته أو ضربته بناسومتها فطرحن الحشمة والوقار والمبالاة والاعتبار واستملن نظراءهن واختلسن عقولهن لميل النفوس إلي الشهوات وخصوصا عقول القاصرات وخطب الكثير منهم بنات الأعيان وتزوجهن رغبة في سلطانهم ونوالهم فيظهر حالة لعقد الإسلام وينطق بالشهادتين لأنه ليس له عقيدة يخشى فسادها وصار مع حكام الأخطاط منهم النساء المسلمات متزييات بزيهم ومشوا معهم في الأخطاط للنظر في أمور الرعية والأحكام العادية والأمر والنهي والمناداة وتمشي المرأة بنفسها أو معها بعض أترابها وأضيافها على مثل شكلها وأمامها القواسة والخدم وبأيديهم العصي يفرقون لهن الناس مثل ما يمر الحاكم ويأمرن وينهين في الأحكام.
ومنها أنه لما أو في النيل إدرعه ودخل الماء إلي الخليج وجرت فيه السفن وقع عند ذلك من تبرج النساء وإختلاطهن بالفرنسيس ومصاحبتهم لهن في المراكب والرقص والغناء والشرب في النهار والليل في الفوانيس والشموع الموقدة وعليهن الملابس الفاخرة والحلي والجواهر المرصعة وصحبتهم آلات الطرب وملاحو السفن يكثرون من الهزل والمجون ويتجاوبون برفع الصوت في تحريك المقاديف بسخيف موضوعاتهم وكثائف مطبوعاتهم وخصوصا إذا دبت الحشيشة في رؤوسهم وتحكمت في عقولهم فيصرخون ويطبلون ويرقصون ويزمرون ويتجاوبون بمحاكا ألفاظ الفرنساوية في غنائهم وتقليد كلامهم شيء كثير.
وأما الجواري السودفانهم لما علمن رغية القوم في مطلق الأنثى ذهبن إليهم أفواجا فرادي وأزواجا فنططن الحيطان وتسلقن إليهم من الطيقان ودلوهم على مخبآت أسيادهن وخبايا أموالهم ومتاعهم وغير ذلك
"و من حوادث 1215 هـ تبرج النساء وخروج غالبهن عن الحشمة والحياء، وهو أنه لما حضر الفرنسيس إلي مصر ومع البعض منهم نساؤهم كانوا يمشون في الشوارع مع نسائهم وهن حاسرات الوجوه لابسات الفستانات والمناديل الحرير الملونة ويسدلن على مناكبهن الطرح الكشميرى والمزركشات المصبوغة ويركبن الخيول والحمير ويسوقونها سوقا عنيفا مع الضحك والقهقهة ومداعبة المكارية معهم وحرافيش العامة فمالت إليهم نفوس أهل الأهواء من النساء الأسافل والفواحش فتداخلن معهم لخضوعهم للنساء وبذل الأموال لهن، وكان ذلك التداخل أولا مع بعض احتشام وخشية عار ومبالغة في إخفائه، فلما وقعت الفتنة الأخيرة بمصر وحاربت الفرنسيس بولاق وفتكوا في أهلها وعنموا أهلها وأخذوا ما استحسنوا من النساء والبنات صرن مأسورات عندهم فزيوهن بزي نسائهم وأخروهن على طريقتهن في كانل الأحوال فخلع أكثرهن نقاب الحياء بالكلية وتداخل مع أولئك المأسورات غيرهن من النساء الفواجر.
ولما حل بأهل البلاد من الذل والهوان وسلب الأموال واجتماع الخيرات فى حوز الفرنسيس ومن والاهم وشدة رغبتهم في النساء وخضوعهم لهن وموافقة مرادهن وعدم مخالفة هواهن ولو شتمته أو ضربته بناسومتها فطرحن الحشمة والوقار والمبالاة والاعتبار واستملن نظراءهن واختلسن عقولهن لميل النفوس إلي الشهوات وخصوصا عقول القاصرات وخطب الكثير منهم بنات الأعيان وتزوجهن رغبة في سلطانهم ونوالهم فيظهر حالة لعقد الإسلام وينطق بالشهادتين لأنه ليس له عقيدة يخشى فسادها وصار مع حكام الأخطاط منهم النساء المسلمات متزييات بزيهم ومشوا معهم في الأخطاط للنظر في أمور الرعية والأحكام العادية والأمر والنهي والمناداة وتمشي المرأة بنفسها أو معها بعض أترابها وأضيافها على مثل شكلها وأمامها القواسة والخدم وبأيديهم العصي يفرقون لهن الناس مثل ما يمر الحاكم ويأمرن وينهين في الأحكام.
ومنها أنه لما أو في النيل إدرعه ودخل الماء إلي الخليج وجرت فيه السفن وقع عند ذلك من تبرج النساء وإختلاطهن بالفرنسيس ومصاحبتهم لهن في المراكب والرقص والغناء والشرب في النهار والليل في الفوانيس والشموع الموقدة وعليهن الملابس الفاخرة والحلي والجواهر المرصعة وصحبتهم آلات الطرب وملاحو السفن يكثرون من الهزل والمجون ويتجاوبون برفع الصوت في تحريك المقاديف بسخيف موضوعاتهم وكثائف مطبوعاتهم وخصوصا إذا دبت الحشيشة في رؤوسهم وتحكمت في عقولهم فيصرخون ويطبلون ويرقصون ويزمرون ويتجاوبون بمحاكا ألفاظ الفرنساوية في غنائهم وتقليد كلامهم شيء كثير.
وأما الجواري السودفانهم لما علمن رغية القوم في مطلق الأنثى ذهبن إليهم أفواجا فرادي وأزواجا فنططن الحيطان وتسلقن إليهم من الطيقان ودلوهم على مخبآت أسيادهن وخبايا أموالهم ومتاعهم وغير ذلك
No comments:
Post a Comment