أقوى أبيات الشعلر التى قرأتها فى حياتى، وعندما علمت كاتبها رضى الله عنه زالت عنى الدهشة.
ليــس الغريب غريب الشام واليـمــن .. إن الغريب غريب اللحــد والكفــن
إن الغــريب لـــه حـــق لغـــربـتــــه .. على المقيمين في الأوطان والسكن
لا تنهـــرن غــريبـــا حــال غربتـــه .. فـالدهـر ينهــره بــالـذل والمـحـــن
سفـــري بعيــد وزادي لـن يبـلـغـنـي .. وقـوتي ضعفـت والمــوت يطلبنـي
ولـي بقـايــا ذنوب لسـت أعـلـمـهـــا .. الله يعلمهــا فــي الســـر والعـلـــــن
مــا أحلــم الله عنــي حيـث أمهـلـنـي .. وقـد تمــاديـت فـي ذنبـي ويسترني
تمــر ساعـات أيـامـي بـلا نـــــــــدم .. ولا بكــاء ولا خـــوف ولا حــــزن
أنـا الـذي أغـلـق الأبـواب مجتـهـــدا .. علـى المعاصي وعين الله تنظرنـي
يـا زلـة كتـبـت فـي غـفـلــة ذهـبــت .. يـا حسرة بقـيت في القلـب تحرقنـي
دعنــي أنـوح علــى نفسـي وأندبـهـا .. وأقطـع الـدهـر بالتـذكيــر والحـزن
دع عنـك عزلي يا من كان يعزلنـي .. لـو كنت تعلـم ما بـي كنـت تعذرنـي
دعنــي أسـح دمـوعا لا انقطــاع لها .. فهـل عسـى عبـرة منهــا تخلصنـي
كأنـنـي بيـن تـلك الأهــل منـطــرحا .. عـلـى الفــراش وأيـديهـم تقـلـبـنــي
وقـد تجمــع حولـي من ينــوح ومـن .. يبكــي عـلـي وينعـانـي ويندبـنــــي
وقـد أتــوا بطبـيـب كــي يعــالجـنـي .. ولم أر الطب هذا اليوم يـنـفـعــنــي
واشتد نزعي وصار الموت يجذبهـا .. مـن كل عـرق بلا رفـق ولا هــون
واستخرج الروح مني في تغرغرها .. وصار ريقي مريرا حين غرغرني
وغمـضونـي وراح الكل وانصرفوا .. بعـد الإيـاس وجــدوا في شرا الكفن
وقـام مـن كان حـب الناس في عجل .. نـحـــو المغســل يأتينـي يـغـسـلـنـي
وقــال يــا قــوم نـبـغ غـاسـلا حــذقا .. حـــرا أديبـــا أريبـــا عــارفـا فطن
فجـــاءنـي رجــل منهــم فجــردنــي .. مــن الثيــاب وأعــرانــي وأفـردني
وأودعـــوني عـلى الألواح منطرحا .. وصـار فوقـي خريــر الماء ينظفني
وأسكـــب المــاء فوقــي وغسلنـــي .. غســـلا ثـــلاثا ونــادى القوم بالكفن
وألبسـونـــي ثيابـــا لا كمــــام لهـــا .. وصــار زادي حنوطـا حين حنطني
وأخرجونـي من الدنيــا فــوا أسفــاه .. علــى رحيـــــل بــــلا زاد يبلغـنــي
وحملــــونــي علــى الأكتاف أربعة .. مــن الــرجــال وخلفـي من يشيعني
وقدمـوني إلى المحراب وانصرفـوا .. خلــف الإمــــام فصلـــى ثم ودعني
صلـــوا علـي صــلاة لا ركـوع لها .. ولا سجــــود لعــــل الله يـــرحمنـي
وأنـــزلونــي إلى قبري علـى مهــل .. وقدمــوا واحــــدا منهــم يلحدنــــي
وكشـف الثوب عن وجهي لينظرني .. وأسكـب الدمــع من عينيـه أغرقني
فقـــام محتـــرما بالحــزم مشتمـــلا .. وصفـف اللبــن من فــوقي وفارقني
وقـــال هلـوا عليه الترب واغتنمـوا .. حسن الثواب من الرحمن ذي المنن
فــي ظلمــة القبــر لا أم هنــاك ولا .. أب شـفـيـــق ولا أخ يـؤنـســنــــــي
وهالنـي صورة في العين إذ نظرت .. مــن هـول مطلع ما قد كان أفزعني
مـن منكـر ونكيــر مــاذا أقــول لهم .. قــد هالنــي أمــرهم جـدا فأدهشنـي
وأقعدونــي وجــدوا في مساءلتــــي .. مالـــي ســواك إلهــي من يخلصني
تقــاسم الأهل مالي بعد ما انصرفوا .. وصـار وزري على ظهري فأثقلني
واستبـدلـت زوجتي بعلا لها بدلــي .. وحكمتــه علـــى الأمـــوال والسكـن
وصيــرت ولدي عبـــدا ليخدمهـــا .. وصـــار مالــــي لهــم حلا بلا ثمــن
فـلا تغــرنــك الدنيـــا وزيـنـتـهــــا .. وانظـر إلى فعلها في الأهـل والوطن
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها .. هـل راح منهــا بغيـر الحنط والكفن
خــذ القنـاعة من دنياك وارض بها .. لــو لــم يكن منهـا إلا راحـــة البــدن
يــا زارع الخيــر تحصد بعده ثمرا .. يـا زارع الشـر موقـوف على الوهن
يا نفسي كفي عن العصيان واكتسبي .. فعـــلا جميـــلا لعــل الله يــرحمني
يـا نفس ويحك توبي واعملي حسنا .. عسـى تجــازين بعد الموت بالحسـن
ثــم الصـلاة علـى المختـار سيدنــا .. مــا وقـــع البــرق في شـام وفي يمن
والحمــد لله ممسينــا ومصبحنـــــا .. بـالعفـــو والخيــر والإحسـان والمنن
الإمام زين العابدين (علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهم)
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنـــا
ليــس الغريب غريب الشام واليـمــن .. إن الغريب غريب اللحــد والكفــن
إن الغــريب لـــه حـــق لغـــربـتــــه .. على المقيمين في الأوطان والسكن
لا تنهـــرن غــريبـــا حــال غربتـــه .. فـالدهـر ينهــره بــالـذل والمـحـــن
سفـــري بعيــد وزادي لـن يبـلـغـنـي .. وقـوتي ضعفـت والمــوت يطلبنـي
ولـي بقـايــا ذنوب لسـت أعـلـمـهـــا .. الله يعلمهــا فــي الســـر والعـلـــــن
مــا أحلــم الله عنــي حيـث أمهـلـنـي .. وقـد تمــاديـت فـي ذنبـي ويسترني
تمــر ساعـات أيـامـي بـلا نـــــــــدم .. ولا بكــاء ولا خـــوف ولا حــــزن
أنـا الـذي أغـلـق الأبـواب مجتـهـــدا .. علـى المعاصي وعين الله تنظرنـي
يـا زلـة كتـبـت فـي غـفـلــة ذهـبــت .. يـا حسرة بقـيت في القلـب تحرقنـي
دعنــي أنـوح علــى نفسـي وأندبـهـا .. وأقطـع الـدهـر بالتـذكيــر والحـزن
دع عنـك عزلي يا من كان يعزلنـي .. لـو كنت تعلـم ما بـي كنـت تعذرنـي
دعنــي أسـح دمـوعا لا انقطــاع لها .. فهـل عسـى عبـرة منهــا تخلصنـي
كأنـنـي بيـن تـلك الأهــل منـطــرحا .. عـلـى الفــراش وأيـديهـم تقـلـبـنــي
وقـد تجمــع حولـي من ينــوح ومـن .. يبكــي عـلـي وينعـانـي ويندبـنــــي
وقـد أتــوا بطبـيـب كــي يعــالجـنـي .. ولم أر الطب هذا اليوم يـنـفـعــنــي
واشتد نزعي وصار الموت يجذبهـا .. مـن كل عـرق بلا رفـق ولا هــون
واستخرج الروح مني في تغرغرها .. وصار ريقي مريرا حين غرغرني
وغمـضونـي وراح الكل وانصرفوا .. بعـد الإيـاس وجــدوا في شرا الكفن
وقـام مـن كان حـب الناس في عجل .. نـحـــو المغســل يأتينـي يـغـسـلـنـي
وقــال يــا قــوم نـبـغ غـاسـلا حــذقا .. حـــرا أديبـــا أريبـــا عــارفـا فطن
فجـــاءنـي رجــل منهــم فجــردنــي .. مــن الثيــاب وأعــرانــي وأفـردني
وأودعـــوني عـلى الألواح منطرحا .. وصـار فوقـي خريــر الماء ينظفني
وأسكـــب المــاء فوقــي وغسلنـــي .. غســـلا ثـــلاثا ونــادى القوم بالكفن
وألبسـونـــي ثيابـــا لا كمــــام لهـــا .. وصــار زادي حنوطـا حين حنطني
وأخرجونـي من الدنيــا فــوا أسفــاه .. علــى رحيـــــل بــــلا زاد يبلغـنــي
وحملــــونــي علــى الأكتاف أربعة .. مــن الــرجــال وخلفـي من يشيعني
وقدمـوني إلى المحراب وانصرفـوا .. خلــف الإمــــام فصلـــى ثم ودعني
صلـــوا علـي صــلاة لا ركـوع لها .. ولا سجــــود لعــــل الله يـــرحمنـي
وأنـــزلونــي إلى قبري علـى مهــل .. وقدمــوا واحــــدا منهــم يلحدنــــي
وكشـف الثوب عن وجهي لينظرني .. وأسكـب الدمــع من عينيـه أغرقني
فقـــام محتـــرما بالحــزم مشتمـــلا .. وصفـف اللبــن من فــوقي وفارقني
وقـــال هلـوا عليه الترب واغتنمـوا .. حسن الثواب من الرحمن ذي المنن
فــي ظلمــة القبــر لا أم هنــاك ولا .. أب شـفـيـــق ولا أخ يـؤنـســنــــــي
وهالنـي صورة في العين إذ نظرت .. مــن هـول مطلع ما قد كان أفزعني
مـن منكـر ونكيــر مــاذا أقــول لهم .. قــد هالنــي أمــرهم جـدا فأدهشنـي
وأقعدونــي وجــدوا في مساءلتــــي .. مالـــي ســواك إلهــي من يخلصني
تقــاسم الأهل مالي بعد ما انصرفوا .. وصـار وزري على ظهري فأثقلني
واستبـدلـت زوجتي بعلا لها بدلــي .. وحكمتــه علـــى الأمـــوال والسكـن
وصيــرت ولدي عبـــدا ليخدمهـــا .. وصـــار مالــــي لهــم حلا بلا ثمــن
فـلا تغــرنــك الدنيـــا وزيـنـتـهــــا .. وانظـر إلى فعلها في الأهـل والوطن
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها .. هـل راح منهــا بغيـر الحنط والكفن
خــذ القنـاعة من دنياك وارض بها .. لــو لــم يكن منهـا إلا راحـــة البــدن
يــا زارع الخيــر تحصد بعده ثمرا .. يـا زارع الشـر موقـوف على الوهن
يا نفسي كفي عن العصيان واكتسبي .. فعـــلا جميـــلا لعــل الله يــرحمني
يـا نفس ويحك توبي واعملي حسنا .. عسـى تجــازين بعد الموت بالحسـن
ثــم الصـلاة علـى المختـار سيدنــا .. مــا وقـــع البــرق في شـام وفي يمن
والحمــد لله ممسينــا ومصبحنـــــا .. بـالعفـــو والخيــر والإحسـان والمنن
الإمام زين العابدين (علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضى الله عنهم)
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنـــا
No comments:
Post a Comment